السبت، 13 مارس 2010

منظمات التنصير تبث سمومها في المغرب العربي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من مجلة الفرقان القاهرة / أحمد عبدالرحمن
900هيئة كاثوليكية وبروتستانتية تحاول التأثير على المسلمين لترك دينهم

أشعل التهديد الجزائري باتخاذ خطوات عقابية ضد أية دولة أو جماعة أو منظمة يثبت وقوفها وراء حركات التنصير المتصاعدة التي تشهدها المدن والمناطق الجزائرية بداية من الجزائر العاصمة، ومرورًا بمدن الشلف وقسنطينة وعنابة والعديد من المناطق الأمازيغية وجودًا مكثفًا لها طوال العقود الماضية؛ حيث استغلت هذه المنظمات الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة في الجزائر لتثبيت أقدامها في بلد المليون شهيد.

ولم تكتف الحكومة الجزائرية بهذا الأمر بل إن العديد من الوزراء الجزائريين قد هددوا بإعادة النظر في التسهيلات المقدمة إلى المنظمات الخيرية "التنصيرية" إذا استمرت في مساعيها لتذويب هوية الشعب الجزائري والتأثير على شبابه لاعتناق المسيحية بمذهبيها الكاثوليكي والبروتستانتي؛ حيث تنشط المئات من المنظمات التنصيرية في مختلف بقاع الجزائر المترامية الأطراف.

تستغل الطبيعة الخاصة للمغرب العربي لتذويب هوية شعوبها

وقد فرض إعلان العديد من الشباب الجزائري عن ارتدادهم عن الدين الإسلامي واعتناقهم الديانة النصرانية، كما حدث في الأسابيع الماضية في عدد من كبرى المدن حالة من التوجس داخل جنبات الدولة؛ حيث اتفقت الحكومة الجزائرية على اتخاذ إجراءات ضد منظمات التنصير التي تعبث منذ سنوات الجسد الجزائري مستفيدة من التسهيلات التي قدمتها الدولة بحجة الحصول على شهادة حسن سير وسلوك من المجتمع الدولي تثبت احترامها للتعددية الدينية، وكذلك غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في الجزائر وغيرها من بلدان العالم العربي.

تأشيرة هجرة

ولا تختلف الأوضاع في المغرب عن الجزائر كثيرًا فبلاد مراكش تشهد هي الأخرى تصاعدًا لحملات التنصير منذ عقود طويلة؛ حيث تستغل منظمات التنصير الأوضاع الاقتصادية المعقدة جدًا التي يمر بها المغرب لبث سمومها مستغلة رغبة الشباب المغربي في الحصول على تأشيرة هجرة إلى أوروبا في إغرائه بالارتداد عن الدين الإسلامي مقابل الحصول على مثل هذه التأشيرة وعلى ضمانات بالحصول على فرص عمل في أرض الأحلام.

وتستغل هذه المنظمات حاجة الشباب المغربي لاستكمال دراسته في الخارج لتقديم منح لآلاف الطلاب سنويًا للدراسة في أوروبا مقابل ربط الحصول على هذه المنح بإعلان اعتناقهم للديانة النصرانية.

ولم تقف وسائل هذه المنظمات في كل من المغرب والجزائر وتونس على التبشير بالنجاة على يد يسوع، وتقديم خدمات اجتماعية وصحية ودعم لإنشاء المدارس والمستشفيات لكنها أخذت طابعًا عمليًا بتحويل القداس من يوم الأحد ليوم الجمعة، وخداع المسلمين بأفضلية النصرانية عن الدين الإسلامي.

تطوير أدوات

وأخذت وسائل هذه المنظمات التنصيرية التي تقف الكنيسة المعمدانية الأمريكية في مقدمة داعميها ومنظمات (اسبيرام) و(كاراتياس) ومجلس كنائس الشرق الأوسط وكنيسة مجد يسوع في كل من روما وباريس ومنظمة المسيحية اليوم ومنظمة (فرونتييرز) ومؤسسة "A.W.M” الفرنسية بالتطوير؛ حيث عملت هذه المنظمات على تنظيم ندوات ومؤتمرات وورش عمل لبحث المشكلات التي تمر بها منطقة المغرب العربي مثل الفقر والاستبداد السياسي والنزاعات بين العرب والأمازيغ آخذة في طرح الحلول لهذه المشاكل عبر كوكبة من العلماء والمفكرين الغربيين البارزين.

تواصل قوي

وقد أسهمت هذه التحركات في إيجاد نوع من التواصل بين مواطني المغرب العربي وهذه الكنائس والمؤسسات التنصيرية التي قامت كذلك بتطوير أدوات تواصلها مثل المطبوعات الفخمة والأقراص المدمجة والشرائط المسموعة والمرئية عن مبادئ النصرانية فضلاً عن إنشاء محطات إذاعية وتليفزيونية لتعليم الشباب المغاربي مبادئ النصرانية وقيادة حركة تمرد بين المواطنين على دينهم الحنيف.

وقد استفادت هذه المنظمات من التسهيلات المقدمة لها، وعجز الأنظمة الحاكمة في المغرب التي تفتقد في معظمها للتأييد والشرعية بين شعوبها لطابعها الاستبدادي وفسادها السياسي والاقتصادي أي قدرة في مواجهة هذه المنظمات وهو الأمر الذي حدا بالمراقبين المهتمين بالشأن التنصيري في المغرب العربي بالتأكيد على أن الصرخات التي يطلقها المسؤولون الجزائريون والمغاربة وعلى استحياء بعض المسؤولين التونسيين المستاءين من تحول مدينة جربة التونسية إلى معقل للفكر التنصيري والماسوني باعتبارها صرخة في واد وتصريحات للاستهلاك المحلي حيث لم تستطع هذه الدولة اتخاذ خطوات جادة ضد هذه المنظمات.

حمى مظهرية

ويقر المراقبون الحمى التي تعامل بها بعض المسؤولين المغاربة مع المنصرين بعدة متغيرات أهمها استهداف منظمات التنصير في كل من المغرب والجزائر وفي مقدمتها منظمة (كاراتياس) الخاصة بالأطفال كملاجئ الأيتام، وسعيها لإغراء الأطفال الفقراء لدرجة أن المسؤولين الكبار في المنظمة قد نجحوا في تنصير أكثر من 5 آلاف طفل في الفترة الأخيرة في كل من الجزائر والمغرب، وهو أمر عجزت منظمات التنصير في إثباته وكذلك مراقبون محايدون.

وقد يقول قائل إن نجاح منظمات التنصير في المغرب العربي لا يرتبط بقدرتها على تنصير المواطنين بشكل خاص، بل إن هدفها هو إبعاد المواطنين عن التمسك بمبادئ دينهم عقيدة وشريعة؛ مصداقاً لقول عراب التنصير د.صموئيل زويمر"إذا لم تستطع أن تنصر مسلمًا فلا يجب أن يكون مسلمًا حقيقًا بل والأهم هو إكسابه طابعًا علمانيًا تغريبيًا بعيدًا عن مبادئه وعقيدته".

وفرة اقتصادية

ولعل الخطر الشديد الذي يمثل غول التنصير على هوية الشعب العربي المسلم في المغرب العربي يطرح تساؤلاً في غاية الخطورة عن أسباب استهداف هذه المنطقة بالذات، وهو التساؤل الذي يجيب عليه الكاتب الإسلامي الدكتور محمد يحيى بالتأكيد على أن هناك أكثر من 900 منظمة تنصيرية تنتشر في المغرب العربي يعد أخطرها على الإطلاق الكنيسة الإصلاحية الأمريكية التي تستغل الوفرة المالية الرهيبة التي تتمتع بها في تحفيز شباب المغرب العربي على اعتناق النصرانية.

إن هذه المنظمة وبالتعاون مع جماعة (بنيامين فرانكلين) والعديد من الجامعات الأمريكية قد عقدت اجتماعاً في مدينة ميتشجان الأمريكية وبمشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط لاستعادة مجد الصليب في منطقة مراكش التي يزعمون أنها كانت أرضًا نصرانية.

وأوضح يحيى أن هذه المنظمات تستغل الطبيعة الخاصة للمغرب العربي، وانتشار أمراض الفقر والأمية بين صفوف أبنائه، ووجود جاليات مغاربية عديدة في بلدان المهجر لتحفيز مواطنيها على اعتناق النصرانية مقابل السماح لهم باللحاق بمواطنيهم في أوروبا.

وقلل د. يحيى من شأن الأرقام التي تعلنها منظمات التنصير في المغرب، لافتًا إلى أن هذه الأرقام رغم خطورتها الشديدة مجرد مزاعم لم تجد أدلة من الواقع تدعمها، مشددًا على أن منظمات التنصير قد زادت مخاطرها لدرجة أن الكتل البرلمانية للإسلاميين في البرلمانيين المغربي والجزائري قد انتقدت التسهيلات التي حصلت عليها المنظمات، مطالبة بموقف جاد وضرورة طردها خوفًا من تكرار ما حدث في تشاد في الفترة الأخيرة.

واعتبر يحيى أن التسهيلات التي تحظى بها منظمات التنصير تشكل عاملاً خطيراً أكيداً، فاحتفاء الدولة بهذه المنظمات وفرش السجاد الأحمر لمسؤوليها في المطارات المغاربية يؤكد أن هناك تواطؤا من جانب الأنظمة الرسمية مع هذه المنظمات.

ضعف سياسي

وفي الإطار، يرى المتخصص في الشأن التنصيري أبو إسلام أحمد عبد الله أن الضعف السياسي والعقائدي للحكام العرب يغري المنظمات التنصيرية ويجعلها تستغل هذه الظروف بوصفها فرصة ذهبية لتحقيق أمالها باستعادة ما يسمونه بـمجد يسوع في المغرب العربي.

ولفت عبد الله إلى أن النشاط المكثف لمنظمات التنصير في المغرب العربي يجب أن يجعلنا نتحسس رقابنا من هذا الخطر المحدق على الهوية الإسلامية للمغرب العربي.

مشيرًا إلى أن منظمات التنصير تحاول اختراق فئات بعينها في المغرب في مقدمتهم شعب الأمازيغ بل إن هذه المنظمات لا تكتفي بالتنصير بل تسعى لإشعال النزاعات العنصرية بين طرفي الأمة في هذه المنطقة المهمة.

واعتبر عبد الله أن صمت الأنظمة المغاربية قد نشط حركة التنصير؛ مما يجعلها عاجزة عن مواجهة هذه المخططات انطلاقا من مخاوف من إدانتها دوليا أو تراجع الدول الأوروبية عن ضخ استثمارات في اقتصادياتها المنهارة أو إدانة سجلها في مجالس حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي يجعل التصدي لمثل هذا الخطر له بعد شعبي ستؤدي فيه الجماعات الإسلامية في المغرب العربي دورا مهما في التصدي للزحف التنصيري، وهو أمر أعتقد أنه في مقدرتها في ظل العجز الرسمي.

منقول

0 التعليقات:


Free Blogger Templates by Isnaini Dot Com. Powered by Blogger and Supported by Furnitures